تفاصيل الإتفاق الإخواني مع الأمن لإفشال إعتصام الجمعة 8 يوليو عبر المشاركة فيه وتحويله لمظاهرة
الخميس، يوليو 07، 2011
ahmed maradny
الإخوان رفضوا المشاكرة في الثورة ثم منعوا الثوار الحقيقيين من الصعود للمنصة التى سرقوها
الإخوان هم الإخوان دائما والمطلع على تاريخهم يعلم تماما كيف كانوا عونا للقصر والملك ثم عونا للإحتلال الإنجليزي وهو ما تحول دائما إلى تبرعات سخية تدخل خزائن الإخوان والبنا إلى أن تحدث الواقعة التى تحدث دائما كما لو كانت حتمية تاريخية وهي عندما يظن قادة الإخوان أنهم وصلوا إلى مرحلة التمكين فيبدأون في منازعة الحاكم الذي كانوا قد تحالفوا معه بالأمس وهنا تفتح أبواب السجون ويزف البنا إلى قبره محمولا على أكتاف نساء الإخوان
تحديدا هذا ما يحدث الآن فالإخوان عارضوا النزول ضد مبارك يوم 25 يناير ونسقوا مع أمن الدولة في ذلك ثم عادوا وظهروا في الميدان عندما أخبرتهم سكوبي بأن النظام في حكم المنتهى لتبدأ جولة جديدة من الإنتهازية السياسية التى يعشقها الإخوان ولا يملكون لأنفسهم فكاكا منها وظنوا أنهم فقط القوة التى يمكنها أن تتسلم الحكم في مصر وهكذا قدموا أنفسهم للمجلس العسكري فخرجت التعديلات الدستورية والإستفتاء الغامض كما لو كان دعوة لهم لتسلم الحكم في مصر
الحادث أن الإخوان كانوا يظنون ذلك بالفعل لكن المفاجأة التى كانت في إنتظارهم أن هناك على الأرض قوى أخرى جديدة قد تكون غير منتظمة في حزب أو جماعة لكنها قوة وقادرة على التحريك والتصدي ورفض الخضوع لإملاءات الإخوان وتوجهات العربية السعودية وبدأت على الأرض مواجهات إتخذت أشكال عدة بداية من الحشد الناجح نحو ميدان التحرير دون مشاركة إخوانية وحالة الحشد الناجح أمام جامع إبراهيم في الإسكندرية التى ظنها الإخوان والسلفيين حكرا عليهم فإذا بالإسكندرية تنادي : الجدع جدع والإخوان إخوان، الإخوان فين المصريين أهم
القوة الجديدة عبرت عن نفسها في حالة الرفض التام للتواجد الإخواني وشعورها بأن الإخوان خونة لمصر وثورتها وطلبة مناصب وعملاء للعربية السعودية وإسلامها الوهابي لكن قبل أن تكتمل الحلقة تعلن أمريكا عن تفاصيل لقاءاتها مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين وهو ما لم تستطع الجماعة المثيرة للريبة أن تنكره بينما تصاعدت مشاعر العداء ضد الإخوان خاصة والإسلاميين عامة فيما بدا بوضوح في تكسير عربة التجهيزات الصوتية الخاصة بالإخوان يوم الجمعة الماضي بالإسكندرية عندما حاول الإخوان كعادتهم استغلال مظاهرة أهالي الشهداء في ترديد بعض الشعارات الإخوانية الممجوجة فتصدي لهم شباب الإسكندرية وحطموا عربتهم وطاردوهم في أحياء الإسكندرية
كل ذلك سبقه وتوازي معه القضية التى تنظرها نيابة الإسكندرية حاليا ضد صبحي صالح عضو لجنة تعديل الدستور والقيادي الإخواني المنفلت اللسان والمقامة من إحدي سيدات الإسكندرية ... القضية في حد ذاتها تحمل دلالة خطيرة إضافة لما سبق : الإسكندرية لم تعد مكانا للإخوان ولا السلفيين والشعب هناك قال كلمته بالشعارات مرة وبالعنف مرة وبالقانون مرة وتبقى المرة الأخيرة التى يتحدث الجميع عن أنها ستكون (حرب شوارع ) ضد كل هؤلاء
الإخوان بعد أن أدركوا أنهم فقدوا الكثير من مصداقيتهم عبر تلازم مسار حركتهم مع المجلس العسكري وإصرارهم على التعامي عن مطالب الشعب طلبا للإنتخابات أولا وبعد أن وجدوا أن الأسبوع الجاري كان مليئا بالأحداث التى تعزز قدرة القوى المدنية على الحشد لنزول ميادين مصر أدركوا أنهم قد يصبحوا في حكم( نظام مبارك) فيسقطون مع ما قد يسقطه ثوار التحرير يوم 8 يوليو الجاري لذلك تراجع الإخوان عن موقفهم بعدم النزول للميدان مبررين ذلك بأن النزول هو لتوافق الأمة
الإخوان هنا ينفذون سيناريو تم الإتفاق عليه تحديدا منذ 48 ساعة وجرت مناقشته لساعات طويلة مع أطراف حكومية وأطراف أمنية لكن كلمة الفصل جاءت بعد إندلاع أحداث السويس عقب تأييد الحكم بالإفراج عن ضباط الشرطة وهنا تحدد للإخوان والسلفيين دورا جديدا: ستنزلون للتحرير لإفشال مخطط الإعتصام، تظاهروا كما شئتم حتى السادسة مساء ثم إدفعوا الشباب لترك الميدان
هذا هو ما طلبته منهم أجهزة الأمن وقيادات نافذة وهو ما تلاقي مع رغبة مرشد الإخوان في الحفاظ على بعض ماء الوجه وإحباط التحرك الشعبي الذي قد يطيح بفكرة الإنتخابات من أساسها وليس يطيح فقط بفكرة الإنتخابات أولا أم ثانيا وهنا أصدر الإخوان بيانا هزليا يتحدث عن نزولهم للميدان إستكمالا لسلسة حلقات مؤامرتهم على ثورة 25 يناير وفي حلقة أخرى من حلقات تآمرهم على إرادة الشعب يوم 8 يوليو عبر النزول ثم الإنسحاب والتشجيع على تحويل الإعتصام (الذي لا تتحمله الحكومات) إلى مجرد مظاهرة حاشدة (يمكن أن تحتلمها الدولة لساعات) وبعد ذلك يجري تفريغ طاقة الدفع عبر بعض قرارات فارغة المضمون للداخلية وبعض القرارات القضائية المعدة سلفا وكفي الله المؤمنين شر القتال
الإخوان مازالوا مصرين على أن الحفاظ على الوضع الحالي هو الأنسب لهم والأفضل للحصول على مكاسب تمهد لهم وضع دستور إخواني لمصر وتمهد لهم الطريق لإنقاذ مصالح سعودية تراها المملكة مهددة إذا ما وصل أي فصيل آخر للحكم وأيضا يراها الكثير من قيادات الدولة الفرصة الأخيرة لتحاشي ثورة فعلية على نظام يجرون له عملية تجميل وترقيع لإعادة إنتاجه من جديد لستون عاما قادمة